سوريا تعتقل قيادات فلسطينية وسط تقارب مفاجئ مع واشنطن

كشفت مصادر مطّلعة  عن حملة اعتقالات نفذتها الأجهزة الأمنية السورية استهدفت عدداً من القيادات الفلسطينية البارزة، في خطوة فُهمت على أنها تمهيد لتقارب محتمل بين دمشق وواشنطن، وتلويح بتحول جذري في العلاقة مع الفصائل الفلسطينية غير المنضوية تحت لواء السلطة الفلسطينية.

وتأتي هذه التطورات بعد يومين فقط من زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى دمشق، ولقائه مع نائب الرئيس السوري السابق فاروق الشرع، في لقاء نادر أعاد فتح قنوات التواصل السياسي بين الجانبين بعد سنوات من الفتور.

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن:”هذه الاعتقالات تتزامن مع ضغوط أمريكية تقودها إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي اشترطت على دمشق اتخاذ خطوات “صارمة وملموسة” ضد الجماعات المتطرفة والفصائل الفلسطينية المسلحة، كشرط لتخفيف جزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السوري”.

وتوحي هذه الخطوة بأن القيادة السورية بصدد “إعادة تموضع” سياسي وأمني في الملف الفلسطيني، يُسهل الانفتاح على الغرب، ويطمئن إسرائيل بشأن وجود إيران والفصائل المسلحة في الجنوب السوري.

و كما تؤشر إلى رغبة دمشق في حصر علاقاتها الفلسطينية بالسلطة الرسمية ممثلة بالرئيس عباس، وإقصاء الفصائل التي لطالما احتفظت بنفوذ داخل الأراضي السورية منذ عقود.

اول خطوة التي أثارت قلق وترقّب الأوساط الفلسطينية في سوريا، تعكس تغيراً محتملاً في حسابات النظام السوري في ظل واقع إقليمي متغير وضغوط اقتصادية خانقة تبحث دمشق عن أي متنفس لتخفيفها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *