كشف تقرير صادر في موسكو ،اليوم الأحد، أنّ التعاون على مستوى الطاقة والعمليات اللوجستية يحتل الآن صدارة الأجندة المشتركة بين روسيا والعراق.
و أصدر مركز بريماكوف للتعاون السياسي الخارجي في موسكو، في منتصف إبريل/ نيسان الجاري، تقريراً ذكر فيه أنّ العراق يشكّل أهمية لروسيا سواء من وجهة نظر العلاقات التجارية والاقتصادية أو في سياق سياساتها الإقليمية في غرب آسيا، لافتاً إلى أنّ “موسكو لها علاقات مستقرة مع الطيف الكامل من القوى السياسية العراقية”.
وفي الشق الاقتصادي من التقرير المعنون “روسيا والعراق: الصمود في ظروف انعدام الاستقرار الإقليمي”، لفت معداه؛ المستشرقان رسلان ماميدوف وغريغوري لوكيانوف، إلى أّن شركات النفط والغاز الروسية كانت تؤدي دوراً مهماً في العراق حتى قبل الغزو الأمريكي في عام 2003.
أما اليوم، فأبرز المشاريع الروسية في مجال الطاقة في العراق، هي استثمارات أكبر شركة نفط روسية خاصة لوك أويل في مشروع غرب القرنة-2، ومشروع عملاق الغاز الروسي “غازبروم” في حقل بدرة، ومشروع أكبر شركة نفط روسية “روسنفت” (حكومية) في إقليم كردستان العراق.
وتقدر القيمة الإجمالية للاستثمارات الروسية في العراق بأكثر من 19 مليار دولار يتركز جلها في قطاع الطاقة، وفق التقرير.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد استقبل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في موسكو والذي شارك أيضاً في فعاليات “الأسبوع الروسي للطاقة”.
و خلال الجلسة العامة للمنتدى، أكد السوداني أّن الجانبين يناقشان تحقيق تناغم للممرين البريين “الشمال – الجنوب” الروسي و”طريق التنمية” العراقي اللذين قد يشكلان بديلاً لقناة السويس لنقل بضائع من الهند ومنطقة الخليج إلى أوروبا.
و مع ذلك، أقرّ معدا التقرير بأنّ تحقيق مشروع طريق التنمية يواجه مخاطر مثل تردي الأوضاع الأمنية في المناطق العراقية البعيدة عن وسط البلاد وانعدام الاستقرار السياسي الداخلي والمنافسة الإقليمية.
وقدمت بغداد في عام 2023 مشروع طريق التنمية الذي يضم سككاً حديدية و طرقاً سريعة تربط مناطق جنوب العراق بتركيا.
أما الشمال – الجنوب، فهو مشروع نقل بري طموح لربط الدول الآسيوية بأوروبا عبر روسيا بواسطة الطرق السريعة والسكك الحديدية.