بعد نجاح الصين في فك شفرة القطيعة بين السعودية وإيران، رفع البلدان مستوى المحادثات باتصال هاتفي لوزيري خارجتيهما.
ويوم العاشر من مارس/آذار الجاري، أعادت وساطة صينية المياه لمجاريها بين الرياض وطهران بعد توقفها منذ مطلع يناير/ كانون الثاني 2016 على خلفية الاعتداء على البعثات الدبلوماسية للمملكة في إيران.
وكالة الأنباء السعودية وبيان للخارجية الإيرانية، كشف عن اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وحسين أمير عبداللهيان. اتصال شهد تبادل التهاني والتبريكات بمناسبة شهر رمضان المبارك، قبل الاتفاق على عقد لقاء ثنائي بينهما قريباً، لتمهيد الأرضية لإعادة فتح السفارات والقنصليات بين البلدين. وكان اتفاق تم في بكين بين البلدين على ضرورة أن يتم فتح السفارات بين السعودية وإيران، في غضون شهرين، على أن يتم قبل ذلك لقاء يجمع وزيري خارجية البلدين.
آخر لقاء ولعل آخر لقاء بين وزيري خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وإيران حسين أمير عبداللهيان كان على هامش مؤتمر بغداد الثاني بالأردن، في 21 من ديسمبر/كانون الأول 2022.
حينها كشف عبداللهيان أن وزير الخارجية السعودي أكد له استعداد الرياض لمواصلة الحوار مع طهران. ووصف حسين أمير عبداللهيان المحادثة مع نظيره السعودي بـ “الودية” على حسابه على تويتر. ولم ترد بعدها وزارة الخارجية السعودية على هذا الخبر. تفاصيل المحادثة وفي أحدث تواصل للبلدين، أجرى الأمير فيصل بن فرحان اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وهنأه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، اليوم الخميس. وهذا أول اتصال بين الوزيرين منذ أن تم الإعلان عن استئناف العلاقات بين البلدين، الأمر الذي سيدفع إلى اللقاء بين الجانبين، بحسب ما ذكر موقع “اعتماد” الإصلاحي.
وقالت الخارجية الإيرانية، إن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أكد خلال الاتصال على الإنجازات الإيجابية لاجتماع بكين، والاجتماع المرتقب مع نظيره الإيراني وإعادة فتح سفارتي البلدين.
بدوره، تقدم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بالتهنئة لنظيره السعودي بحلول شهر رمضان المبارك، مرحباً بعودة العلاقات بين الرياض وطهران إلى طبيعتها.
وأشار عبداللهيان إلى أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد لتطوير وتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية”.
وبحسب البيان الإيراني فقد اتفق وزيرا خارجية البلدين على لقاء بعضهما البعض في أقرب وقت ممكن وإجراء الاستعدادات لإعادة فتح السفارات والقنصليات.
وردا على سؤال حول عملية تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية وتفاصيل المباحثات بين البلدين، قال حسين أمير عبداللهيان في وقت سابق من هذا الأاسبوع إن “مباحثات طهران ـ الرياض بدأت بجهود الحكومة العراقية وفي أجزاء من المحادثات، عقد مسؤولو الأمن لدينا اجتماعات في مسقط؛ خمس جولات من المحادثات في العراق وثلاث جولات في مسقط كانت طبيعتها أمنية”.
وقال وزير المالية السعودي إنه بعد الاتفاق بين طهران والرياض، يمكن للمملكة العربية السعودية أن تبدأ الاستثمار في إيران “قريبًا جدًا”.
وقال محمد الجدعان إن هناك فرصا كثيرة للاستثمار السعودي في إيران، طالما أن شروط الاتفاق مستوفاة، فلا توجد أي عقبة في ذلك.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، إنه “يتطلع إلى لقاء نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في أقرب فرصة”.
ولم يتم تحديد موعد للقاء بين الوزيرين كما لم تعيين الدولة والمكان الذين يمكنهما الاجتماع فيه.
ومساء الأربعاء، قالت الرئاسة الإيرانية، إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعث رسالة للعاهل السعودي يبارك له حلول شهر رمضان المبارك، من دون أن تؤكد الرياض تلقي هذه الرسالة الإيرانية. تفاعل المنطقة من جهة، قال رئيس مجموعة الدراسات العربية في المعهد الإيراني لغرب آسيان، مهدي عليخاني، الأربعاء، إن “المنطقة بحاجة إلى تفاعل السعودية وإيران كقوتين لغرب آسيا”. عليخاني أشار إلى أن “الاتفاق بين السعودية وإيران كان حاجة أساسية في المرحلة الحالية، وهاتان الجارتان لا يمكن أن تكونا في مواجهة وصراع وتنفقان مواردهما وطاقتهما على تحييد ومنافسة ومتضاربة مع بعضها البعض، تحتاج المنطقة إلى تعاون هاتين القوتين في غرب آسيا”.
ومضى في حديثه لوكالة أنباء فارس نيوز، قال: إن العلاقات والتفاعلات بين المملكة وإيران ستترك آثارها خارج منطقة الخليج العربي، مضيفا: “لهذا السبب نرى أن نوع العمل والتفاعل الذي تم إنشاؤه بين هذين البلدين، يغطي مساحة واسعة بما في ذلك منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة شمال أفريقيا”.
ويتابع رئيس قسم الدراسات العربية في المعهد الإيراني لغرب آسيا: “خلال العقد الماضي تم تسليط الضوء وكشف تضارب العلاقات بين البلدين، وكشف هذا الجانب المتضارب مع الهجوم على السفارة السعودية في طهران وانقطاع العلاقات”.
لا موعد محدد بدوره، قال الدبلوماسي الإيراني البارز حسين موسويان، إن “الاتفاق بين السعودية وإيران موسم جديد لمزيد من التعاون في المنطقة”، مضيفاً “لقد حان الوقت لدول الخليج، بما في ذلك إيران والعراق والدول الست الأعضاء في التعاون الخليجي العربي، لإقامة منطقة قوية باستخدام مبدأ التعاون كمعيار للعمل”.
وعند سؤال موسويان على موعد ومكان لقاء وزيري خارجية البلدين، قال “إن ذلك يتحدد بالتنسيق بين البلدين”، مختتما حديثه: “لا توجد تفاصيل عن موعد ومكان اللقاء وهذا يتطلب التنسيق بين مسؤولي البلدين، لكن الأهم أن اللقاء سيحصل في غضون شهرين”.