الوسطية / جاسم محمد حمزة
تُحتِّم علينا الهوية العربية والاسلامية أنْ نعير الاستيطان أو الإسكان في مكان ما أهمية قصوى تتحدد أولا بالسؤال عن الجار مستذكرين المقولة الشهيرة لبعض الحكماء ” اسأل عن الجار قبل الدار” والمتعارف عليه هو أن أهم ما يسعد المرء وعائلته يكمن في الجيرة القائمة على مبادئ سنة النبي وآل بيته الأطهار وله فيض من الوصايا في هذا الصدد ومنها وصيته ( ص) إلى أحد أصحابه الذي قال : أوصاني رسول الله (صلى الله عليه واله ) بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه.
ومنذ بدء الخليقة تعايشت الأُسر متجاورة مع بعضها بعض على وفق ضوابط وسنن ، في ضوئها نقلت لنا أروع القصص والمشاهد الخيِّرة بين هذا الجار وذاك الجار حتى صار التحدث بها من الأمور المهمة جداً داخل أُسرنا ولمقالي هذا مآرب أخرى ربما تؤلم أصحاب الشأن تجاه تصرفات كل مَنْ يدَّعي أنه عربي أو مسلم من أصول أخرى ويطعن في الخفاء والعلن مبادئ الجيرة من القفا لبلد جار يتمتع بمعالم تأريخيه أجهز عليها بإذن من الصهيونية العالمية في مؤامرات متتالية.
أما المواقف الجليّة لدول الجوار في هذا الخضم الرهيب المتسمة بالشمات فمنهم من تعاون مع قوى الشر بالخفاء ليكمل حلقات حقده التاريخي الدفين بعضهم الآخر بالعلن إذ جابت الدبابات الأمريكية أراضيهم متجهة نحو العراق تحصد بفوهات مدافعها أطفاله ونساءه وشيوخه وزرعه وشجره وحجره, عن أية جيرة يتحدثون ! جيرة الحسد لمواقف جيش وشعب العراق النبيلة والتي شهدت لها الحروب مع إسرائيل في الأعوام 1948, 1967 ,1973 أم جيرة الحقد التاريخي القديم الذي أسقط مملكة سومر وأكد وأول وحدة وطنية تؤسس في العالم الإنساني على أرض بلاد الرافدين ؟
يا دول الجوار إنّ الرسول المصطفى (ص) قال : المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه. فأين الغيرة العربية وأين الايمان بالإسلام ، هل الذين دمَّروا بلدنا إخوة لكم في الدين والنسب حتى تجعلوا لهم قواعد في أرضكم لضرب إخوة لكم في الدين والنسب ؟والله إنَّ آكلنا سيأكلكم بعدنا فبعداً لقوم متفرقين .