بعد موجة تفجير أجهزة الاتصالات التي شهدتها الساحة اللبنانية، نقلت شبكة “أي بي سي نيوز” عن مصدر استخباراتي أميركي قوله إن:” تل أبيب شاركت ووضعت بصمتها في تصنيع أجهزة البيجر التي انفجرت بحوزة جزء كبير من عناصر حزب الله اللبناني خلال هذا الأسبوع، وبين المصدر أن مثل هذا الاختراق تم دراسته وتخطيطه قبل أكثر من عشرة أعوام على الأقل، مبينا أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية أبدت ترددها منذ فترة كبيرة بشأن استخدام هذا النوع من التكتيك لأنه قد يعرض حياة المدنيين لخطر كبير.
وأوضح المصدر الاستخباراتي أن:”التخطيط للهجوم شمل شركات وهمية، عملت مع ضباط الاستخبارات الإسرائيلية، وشركات لم يكن بعضها يعلم لمن يجري تصنيع مثل هذه الأجهزة”.
وبحسب الشبكة الأميركية، “فقد زُرِع ما يقارب 28 غراماً إلى 56 غراماً من المتفجرات ومفتاح تشغيل في كل جهاز”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أول من كشف أن:”إسرائيل نفذت العملية عبر تفعيل مواد متفجرة كانت قد زُرعَت داخل دفعة جديدة من أجهزة الـ(بيجر) المصنوعة في تايوان والتي استورِدَت إلى لبنان”.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين، قالت إنهم مطلعون على العملية، أن:”زراعة المتفجرات في الأجهزة التي طلبها حزب الله من شركة غولد أبولو (Gold Apollo) في تايوان جرت قبل وصولها إلى لبنان، وكان معظمها من طراز AP924 الخاص بالشركة، بالإضافة إلى ثلاثة طرازات أخرى في الشحنة”.
وفي تفاصيل العملية قالت نيويورك تايمز إن:”أجهزة البيجر استقبلت رسالة بدت وكأنها قادمة من قيادة الحزب في الساعة 3:30 مساءً في لبنان، وفقاً لمسؤولين اثنين، ولكن الرسالة لم تكن بريئة، حيث تسببت بتنشيط المتفجرات”.
وجرت برمجة الأجهزة لإصدار صوت صفير لعدة ثوانٍ قبل الانفجار، وفقًا لثلاثة من المسؤولين.
وقال خبراء مستقلون في الأمن السيبراني للصحيفة إن:”دراسة لقطات الهجمات تظهر بوضوح أن قوة الانفجارات وسرعتها ناجمتان عن نوع ما من المواد المتفجرة”.
وقال ميكو هيبونين، اختصاصي الأبحاث في شركة البرمجيات With Secure ومستشار الجرائم الإلكترونية في اليوروبول بحسب العربي الجديد وتابعته “الوسطية”، أنه:”من المحتمل أن تكون هذه الأجهزة قد عُدِّلَت بطريقة ما للتسبب في هذه الأنواع من الانفجارات”، لافتاً إلى أن:”حجم الانفجار وقوته يشيران إلى أنه لم يكن ناجماً عن البطارية فقط”.
وفي خطابه بعد العملية، وصف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الخميس، تفجير أجهزة البيجر والاتصالات اللاسلكية في لبنان بـ”مجزرتي الثلاثاء والأربعاء”، مشدداً على رفض فصل جبهة لبنان عن غزة، متوعداً الجيش الإسرائيلي إن قرر أي عمل بري في الجنوب. وقال نصر الله، في كلمة مصورة، إنّ:”ما حصل من تفجيرات أدت حتى الساعة إلى سقوط 37 شهيداً وجرح أكثر من 3000 شخص، يستدعي كلاماً وتقييماً وموقفاً”.
وأشار نصر الله إلى أن:”نيّة العدو كانت قتل ما لا يقلّ عن خمسة آلاف إنسان في دقيقتين، وذلك ،يومي الثلاثاء والأربعاء، من دون اكتراث لأي خطوط حمراء أو ضوابط أو قوانين، معترفاً بأنه:”لا شك أننا تعرّضنا لضربة كبيرة أمنية وإنسانية وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان”.