أعلام كربلائية

المحامي وهب جاسم الجبوري

بعد سنوات من المعارك مع العثمانيين وصلت القوات البريطانية بغداد في 11مارس 1917 م لتنهي بذلك حقبة الحكم العثماني التي دامت نحو اربع قرون وقد كان لهذا الغزو مجابهة عظيمة من ابناء الشعب العراقي لاسيما في محافظة كربلاء التي كان لها نصيب من هذه المقاومة تجسدت في شخصيات عرفت بنضالها ضد المحتلين نذكر منها تحديدا عائلة الشهيد حسين الشحماني وابنه الحاج المجاهد كريم حسين الشحماني تلك الاعلام التي برزت في كربلاء ايقونة معبرة عن بسالة ابناء مدينة الامام الحسين في الدفاع عن الارض في تلك الحقبة. 

وقد تعددت الروايات عن ما قامت به عائلة الشهيد حسين الشحماني في مقاومة الاحتلال الانكليزي وخير ما نقل عن عائلة الشهيد هو كان عن لسان حفيد هذه العائلة وهو الاخ حسن ابن المجاهد كريم ابن الشهيد حسين الشحماني بعد سلسلة من اللقاءات والحوارات معه حيث تعرفنا على احداث عدة شارك فيها والده وجده ضد الانكليز لاسيما ,واقعة (حمزة بيك) وثورة العشرين ثورة العراق الكبرى اندلعت في الثلاثين من حزيران سنة 1920م , فبالنسبة للحاج كريم الشحماني فانه قد شارك في مقاومة الاحتلال العثماني مشاركة فاعلة حيث تجمع على رأس الثوار في بناية الفيض الحسيني الواقعة في شارع العباس (ع) من جهة باب القبلة . إذ وجه الحاج كريم الشحماني انذاك بندقيته على حاكم المدينة او المتصرف الذي يعرف بإسم (حمزة بيك) وقد اطلق عليه رصاصات عدة لم تصب رأسه , اما عن جده الشهيد حسين الشحماني فقد كان قائدا لتلك العمليات وذلك لقربه من المرجع الديني الشيخ المجاهد محمد تقي الشيرازي الحائري الذي كان قائدا روحيا للثورة من طريق استنهاض ابناء كربلاء والمحافظات الجنوبية للذود عن حياض الوطن ضد المحتلين  الانكليز عبر رسائل كانت تكتب بخط يده .

ومن العمليات التي قام بها الجد حسين الشحماني هي ترويع الانكليز من طريق مهاجمة المقرات ومراكز الشرطة التابعة لهم متخذا بذلك اسلوب الكر والفر مع الانكليز حيث لم تقتصر المقاومة على الابن والجد بل كان للحرائر من مدينة كربلاء ايضا نصيب من ذلك. حيث كانت ابنة الحاج حسين الشحماني (زهرة حسين الشحماني) والتي تعد من القلائل من النسوة اللاتي التحقن في الدفاع عن كربلاء ضد الانكليز فقد كانت تنقل بطريقة او باخرى السلاح من منطقة الى اخرى في كربلاء من اجل ايصاله الى الثوار.

وقد عرف الحاج حسين الشحماني بعلاقاته الغزيرة مع شخصيات كانت تحمل نفس الحس الوطني لاسيما الشيخ (ضاري) الذي عرفه بنضاله ضد الانكليز فيما تجسدت روح الاخوة لدى ابناء الجنوب وابناء الغربية في الدفاع عن الارض حيث يُذكر بان الشهيد حسين الشحماني وهو في مهمة ضد الانكليز في المناطق الغربية قد اصيب بطلق ناري في ساقه من الجنود الانكليز نقل على اثرها الى رحاب ضيافة الشيخ المجاهد ضاري والذي تكفل بعلاجه ومهد له طريق العودة الى كربلاء ليرد الجميل بعد ذلك عندما قام الشيخ ضاري بقتل الجنرال (لجمن) ومن ثم لجوءه الى كربلاء حيث احتضنه اهالي كربلاء وفي مقدمتهم المجاهد حسين الشحماني وابنه الحاج كريم .

اما عن نهاية مشوار النضال بالنسبة للمجاهد حسين الشحماني فبعد انهاء ثورة العشرين اصدر الانكليز قائمة باسماء مطلوبين وكان على رأسهم المجاهد حسين الشحماني الذي القي القبض علية في شارع الامام علي (ع) من عملاء الانكليز وبعدها بات مصيره مجهولاً حيث اقتيد الى جهة مجهولة وقد تعددت الروايات حول مصيره لغاية هذه اللحظة وبهذا يعد الحاج حسين الشحماني احد ابرز قادة النضال في كربلاء ضد الانكليز .