الاضطرار الى خيار الحرب

بقلم : جاسم محمد حمزة / كربلاء

وضح الأمر للقاصي والداني بان سياسة الولايات المتحدة الامريكية سياسة قائمة على افتعال الازمات ، ولا تكاد تمر سنة الاّ وأمريكا قامت باختلاق مشكلات بعد أن لم تكن وفي مناطق حيوية من العالم ومنها على وجه الخصوص منطقة الشرق الأوسط حيث جعلتها تغلي على صفيح ساخن فضلاً عن ; ذلك ثمة مناطق ستراتيجية حساسة غير اسيوية هي الأخرى شهدت أزمات مفتعلة وكان الجاني الذي يقف وراء هكذا عربدة وسوء خلق هي حكومة واشنطن نفسها اما من حيث طبيعة التعامل أزاء ذلك بالنسبة للجانب الأمريكي فلم يكن الانخراط في الجهود الدبلوماسية لحلحلة الأمور صادقا وبنية حسنة ، بل تعمّد على تهدئة الأوضاع وبحسب العلوم السياسية هذا يسمى إدارة أزمات لا حل أزمات ، وعلى مدى تاريخ امريكا لم نستشعر بأي رئيس امريكي وصل الى البيت الأبيض مُسكة من خير الاّ ما ندر بل كلهم استووا في الشر ولم يكن فيهم ذو خيرٍ البتة ، وأصبحت هذه الإدارة بانهيار روسيا سنة 1991 أشد ضراوة من السابق أي انها لجأت الى استعمال الأدوات الصلبة ( القوة العسكرية) لضرب كائن من يكن من الدول النامية لاسيما التي تعارض هذه السياسة الكريهة غير المرغوب فيها ، وقد وصل الحال بهذه الإدارة الباغية الى استهداف حتى الدول دائمة العضوية في مجلس الامن من غير المنضوية تحت حلف الناتو كروسيا والصين وذلك باستعمال القوة الناعمة ( الاقتصاد والتجارة والسياسة )  وهكذا دواليك لزعزعة استقرار اقتصاد البلدين في خطوة غير مسبوقة بشدتها تريد عبرها ان تحكم العالم بلا منازع من طريق الإصرار على الإمساك بالنظام المالي العالمي وهذا امر خطير يثير حفيظة الشركاء روسيا والصين حيث لا يسمح كل منهما لأمريكا التي تتزعم الغرب أن تتحكم بالعالم وتفرض وصايتها عليه لتفتك به عمداً مع سبق الإصرار والترصد ، وهناك معابر عبرت عليها لتحقيق غاياتها في مضايقة الدول الضعيفة المسالمة لتبقى تعيش رهينة الخوف او تحت ظل الترهيب والترغيب  تمكناً من انتهاب خيراتها ، ولا تُدعى هذه  المعابر سوى أدوات ارتمت في أحضان الغرب وبسببها ساد المنطقة توتر ، ومن الامثلة على ذلك في الوقت الراهن الأدوات في أوكرانيا البلد الذي اختار نظامه السياسي ان يكون معواناً للغرب ومؤذياً  لروسيا اقتصادياً وامنياً بدليل ان هذا النظام الذي انحاز للغرب وابتعد عن روسيا بدأ يمهد لوجود أوراق للأمريكان في أوكرانيا حتى يضعوا أمن روسيا القومي واقتصادها هدفاً مضافاً لمشاريعهم السياسية التي ترمي الى تطويق روسيا عسكرياً وذلك بنصب منصات صواريخ فوق الأراضي الأوكرانية هذا من جانب ومن جانب آخر محاصرة النفط والغاز كموارد طبيعية تشكل 60% من الاقتصاد الروسي مما ارغم هذا الخنق الاقتصادي والأمني روسيا على كرهٍ الى اجتياح أوكرانيا عسكرياً وكما يقال : ( كما تَدين تُدان ) فإن روسيا جازت النظام الحاكم في أوكرانيا بفعله وبحسب ما عمل ضد روسيا وقلبت مدنه عليه وافشلت المخطط الغربي ولجمته هو وقاعدته التي يتكأ عليها قبل ان تُقلب الموازين ويقع الفأس بالرأس .